BlacK*.* CaT Admin
عدد المساهمات : 91 تاريخ التسجيل : 01/12/2009
| موضوع: ~ صفــ ـ ـ ـ ـ ـات عبــ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد الرحمـ ـ ـ ـ ـ ـــن ~ > متجدد بإستمرار < الأربعاء ديسمبر 30, 2009 11:20 am | |
| السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته
* * * اخوتى واخواتى
اسمحوا لى بتقديمـ
هذا الموضوع عن > عباد الرحمن <
الموضوع عبارة عن تعديد لصفاتهم
وشرحها بالتفاصيل
كل فترة هنزلـ صفة فى رد
.... فهرس المواضيع اقتباس: 1_ من هم؟ 2_ تربية الاولاد
3_ البعد عن فاحشة الزنى 4_ شهادة الزور
5_ العمل الصالح 6_ التوبة
7_ ولا يقتلون... 8_ التوحيد الخالص لله
9_ التوازن في حياة عباد الرحمن 10_ ليل عباد الرحمن
11_ فن التغافل 12_ يمشون على الأرض هونا
13_ الاستجابة لأمر الله 14_ صفات عباد الرحمن (1)
15_ صفات عباد الرحمن (2) 16_ مفاتيح السعادة
17_ الصفات القلبية لعباد الرحمن 18_ انتساب العباد للعبودية | _ من هم؟ الحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله سنتحدث بمشيئة الله تعالى في بالصفات السلوكية، والعملية لعباد الرحمن أو لصفات عباد الرحمن صفة.. صفة كما جاء في الآيات،ولذلك هذا المقطع نجد أن الله عز وجل ذرك فيه هذه الصفات كأنها كأن هؤلاء الذين يتصفون بهذه الصفات هم خلاصة البشرية خاصة، وأنها جاءت في آخر سورة كنهاية للمعركة الطويلة بين الهدى، والضلال التي جاهد فيها صلى الله عليه وسلم مشركي قريش.. فكأن الله عز وجل يخبره، ويخبر الناس، والأمة أن هذه صفات عباد الرحمن الذين فعلا يحبون الرحمن، والذين يريدهم الرحمن هم الذين يعرفون الرحمن هؤلاء هم صفاتهم.. هم الذين يستحقون أن ينسبوا، وأن ينالوا هذا الشرف العظيم بالنسبة للرحمن جل وعلا أفيكون حقا عباد للرحمن؟! صفاتهم مميزة.. نفوسهم، وسلوكهم، وحالهم بصبغة الله عز وجل هم مثل حي واقعي لحياة المسلم الذي يريه الله سبحانه وتعالى، ويحرص عليه صلى الله عليه وسلم في تربية الأمة هذه هي النفوس الطيبة التي يربيها القرآن هذه التربية الإيمانية الرائعة إذا البشر كلهم أهون على الله عز وجل من جناح بعوضة.. لولا هذه الفئة المؤمنة، وهؤلاء عباد الرحمن الذين يتصفون بهذه الصفات.. فتعالوا لنأخذ الآيات، واسمحوا لي كما ذكرت في الاختصار الشديد، والإجمال حتى أتى عليها، ولا يضيع الوقت في حلقتنا وسنتناولها بمشيئة الله تعالى حلقة.. حلقة، وصفة صفة.. على حسب الحلقات القادمة { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً } هذه هي أول الصفات يمشون على الأرض هونا.. المشية ككل الحركات لدى الإنسان تعبير عن شخصيته.. أما شخصية عباد الرحمن فإنهم في مشيتهم يمشون على الأرض مشية سهلة هينة.. ليس فيها تكلف، ولا فيها تصنع.. ليس فيها خيلاء أيضا ليس فيها تصعير للخد أو تماوت أو تكسر، وإنما هي مشية المؤمن كما كان صلى الله عليه وسلم مشيته مشية أولي العزم من الرسل كان صلى الله عليه وسلم أسرعنا في مشيته كما يقول أبو هريرة رضي الله تعالى عنه كأنما الأرض تطوى له، وإنا لنجهد أنفسنا، وإنه لغير مكترث هذه مشية عباد الله، وليست الآية تتحدث عن فقط مجرد لمشي.. بل المشي حتى في الأقوال.. في التصرفات.. في القرارات، وسيأتي بيان هذا بمشيئة الله تعالى { وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً } من أعظم صفات عباد الرحمن أنهم لهم اهتمامات.. لهم مقاصد كبيرة لا يلتفتون إلى حماقة الحمقى، ولا إلى سفه السفهاء لا يشتغلون أو يشغلون بالهم، وأوقاتهم بالاشتباك مع السفهاء، وأصحاب الجدل، والقيل والقال.. يدخلون في جدل يترفعون عن المهاترات، وعن طيش الطائشين.. فلو أنهم ألقوا بالا لكل أحد لضاعت أوقاتهم، وانشغلت أعمارهم في مثل هذه المهاترات، والجدال العقيم الذي لا صالح له في النهاية، ولذلك إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.. قولهم سلام ليس عن ضعف، ولا خوف.. بل عن ترفع قولهم سلاما ليس عن عجز.. بل استعلاء عن مثل هذه الأمور لصيانة الوقت.. لصيانة الجهد أن ينقها فعلا فيما يليق بعباد الرحمن الذين هم أكرم، وأرفع من هذه المهاترات وهذه الأمور { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } هؤلاء قوم يبيتون لربهم.. لاحظ يبيتون ليلهم مبيتهم سجدا وقياما.. يتوجهون لربهم وحده جل وعلا.. يقومون لله تعالى وحده يسجدون لله وحده.. يناجونه هذا هو زادهم روائع الأسحار زاد عباد الرحمن فهم يتزودون في الليل، ولذلك كما جاء في بعض الآثار من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار.. صلاة الليل، وقيام الليل ليس شاقا عليهم.. بل هم يتلذذون مشغولون بالقيام، والسجود، والركوع، ويتلذذون بهذا فهو أروح، وأمتع شيء لديهم، وهم يقومون بمثل هذا العمل.. ثم لما كان هذا هو ليلهم جاءت الآيات لتبين الصفة الرابعة كيف أنهم طوال ليلهم يدعون الله تعالى { رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } نعم يستعيذون بقيامهم في الليل من عذاب النار من عذاب جهنم هل رأوا جهنم ما رأوها.. لكنهم يؤمنون بالغيب يقرءون صفاتها في القرآن في آيات القرآن في الأحاديث النبوية.. آمنوا بوجودها تمثلوا صورتها مما جاءهم في الآيات، والنصوص، وبالتالي هم يستعيذون بالله تعالى في قيامهم ديدنهم الاستعاذة من جهنم، ومن شرها، ولاحظ سبحان الله التعبير القرآني لاحظ حال عباد الرحمن وهم يتضرعون إلى ربهم خوفا، وفزعا {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } يعني كالغريم مصاحبة، وملاصقة للإنسان المقصر يا رب نجنا منها فهي لا تفارق ذلك العبد الذي قصر أو وقع أو خالف أوامر الله عز وجل {إنها ساءت مستقرا ومقاما } هل أحد يحب أن يستقر في النار، وأن تكون النار مقاما له لا.. بل إنها مقام، ومستقر سيء، وأي سوء لذلك كانوا يستعيذون بالله تعالى من عذاب جهنم { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَغَرَاماً}
الصفة الخامسة { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } الإسراف مفسدة للنفس، والمال، والمجتمع، وكذلك التقتير حبس للمال عن المصالح، وعن الاقتصاد الاجتماعي، وغيره، وبالتالي عباد الرحمن أهل اعتدال، وأهل توازن لا إسراف، ولا تقتير الصفة السادسة { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ } أعظم صفات عباد الرحمن التوحيد الخاص لله تعالى البعد الهروب، والفرار من الشرك؛ لأن التوحيد هو أساس العقيدة، وهو مفرق الطريق بين المؤمن، وغير المؤمن بين الصادق، وغير الصادق في إيمانه { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } فهو مفسد للأعمال أتدرون لماذا { يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } نعم ظلم لله الله تعالى يخلق، ويرزق، ويعطي، وينعم ثم تصرف العبادة يشرك به معه غيره جل وعلا أو تنسب العبادة لغير الله هذا ظلم وأي ظلم الصفة السابعة { وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ } تعدي على الأعراض.. تعدي على النفس.. تعدي على الدماء لا يمكن لعبد من عباد الرحمن.. التعدي أو قتل نفس إلا بالحق الذي جاء به الله عز وجل بالضوابط، وهذه قاعدة الأمن التي تحترم أو يحترم فيها الحياة الإنسانية بعيد عن قانون الغابات بعيد عن الظلم، والتجبر لا.. إنما هو اطمئنان، وأخذ الحقوق، وردها إلى أهلها ثم أيضا { وَلا يَزْنُونَ } كذلك الزنا مفصل بين الحيوانية، والإنسانية بين النكاح، والسفاح.. الإنسان له هدف سام أعظم، وأسمى من مجرد الإرواء للسعار الشهوة، والشبق.. ففرق بين متعة النكاح، ومتعة السفاح التي تجعل الحياة هابطة رخيصة لا هم للذكور والإناث في الحياة، وفي المجتمع إلا ذلك السعار، والشبق ما يمكن أن يكون هذا المؤمن.. نعم هو له شهوة، ويحب المتعة.. لكنها بالضوابط، والباب الذي أحله الله عليه، ولذلك جاءت { وَلا يَزْنُونَ } ثم قال ذكر هذه الصفات الثلاث لا يشركون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون.. هذه الصفات صفات ثلاثة جدا لتستقيم الحياة قائمة عليها حياة الأفراد في المجتمعات.. ثم جاء توقف قليلا بعد ذكر هذه الصفات، وغيرها ليقرر مسألة مهمة جدا هذه معترضة الآن ليست تأتي توقف عند ذكر الصفات ليقرر مسالة مهمة جدا مهمة في حياة المسلم { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ } شوف فتح الباب باب رحمة الله عز وجل للناس { إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً } فسر هذا العذاب بما بعده { يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً } ليس عذابا فقط.. بل فيه إهانة له ثم أتبعه الله عز وجل بفتح باب التوبة من أراد أن ينجوا فالباب مفتوح.. فلماذا التردد؟ الباب مفتوح، وليس مفتوحا فقط لأن يتوب الإنسان، ويقلع هو ندم، وعزم على أن لا تعود، وإقلاع عن الذنب، ورد المظالم لأهلها فتوبة صادقة هذه التوبة إذا تبت توبة صادقة يفتح الباب لك باب آخر أعظم تبدل السيئات حسنات، وهذا من أعظم الأبواب الجميلة الرائعة التي فتحها الله تعالى لعباده المؤمنين، ولذلك روى الطبراني من حديث أبي فروة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "جاءه فسئل فقال أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ولم يترك حاجة ولا داجة هل له من توبة قال أسلمت قال نعم قال فافعل الخيرات واترك السيئات فيجعلها الله تعالى لك خيرات قال وغدراتي وفجراتي يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم نعم يغفرها الله لك تبدل حسنات " فخرج الرجل من عند الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مكبر حتى قال: توارى عنهم إذا فهذه نعمة، ويضع تضع الآيات قاعدة التوبة وشروطها { وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً } البداية توبة.. ندم.. عزم.. إقلاع، والنهاية في صدق التوبة العمل الصالح، وهذه لفتة إيمانية رائعة الحقيقة لفتة قرآنية رائعة، وجميلة أن النفس الإنسانية علاج الإقلاع عن الخطأ هو العمل الصالح أحل محل الخطأ.. العمل الصالح لا تصور أنك عندما تقلع عن ذنب أنك فعلا ستتركه إنما أحل محله العمل الصالح ترجم هذا الإقلاع، وهذه التوبة على عمل صالح ولذلك { إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً } الخبير بالنفس الإنسانية الذي خلق النفس الإنسانية جل وعلا جعل هذا العلاج الناجع بدل العلم السيئ عمل صالح ثم قال عز وجل { وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } رجع للصفات مرة أخرى بعد هذا البيان المعترض، والرائع، والجميل.. المهم في حياة الناس قضية التوبة التي يغفل عنها كثير من الناس سيأتي إن شاء الله البيان، والتفصيل فيها في حينها في حلقتها رجعة مرة أخرى إلى صفات عباد الرحمن، ومن صفاتهم المهمة { وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً } لا يشهدون الزور تحتمل معنيين المعنى القريب أنهم لا يؤدون شهادة الزور، ولا يمكن أن يؤدوها، والمعنى الآخر أنهم لا يمكن أن يتواجدون مجرد تواجد في مجلس أو مكان كلام يقع فيه الزور فهم تماما لا يحبون هذا، وينبذونه بكل ألوانه، وأصنافه لا يمكن أن يشهدوا مشاهد أو تلك المجالس التي فيها قيل وقال وزور { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً } الصفة الحادية عشر يصونون أنفسهم، واهتماماتهم عن اللغو وعن الهزر، وعن القيل والقال ولذلك { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ } ومجالس اللغو، والكلام، والقيل والقال.. لا يشغلون أنفسهم بمثل هذا.. بل حتى، ولا يلوثونها حتى بمجرد سماعها.. لا يسمعونها مجرد السماع فضلا عن الشغل فيها.. إنما يكرمون أسماعهم عن ملامستها لمثل هذه الكلمات، ومثل هذا الهزر، والقيل والقال { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً } ثم صفة أخرى { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً } كما ذكرنا في الحلقة الماضية استجابة، وطاعة، وفيه تعريض للمشركين، والكافرين الذين فعلا خروا أمام الآيات لم يسمعوا إنما انكبوا ورجعوا أغلقوا آذانهم، وأعموا أبصارهم، ولم يعد يسمعوا لكلام الله عز وجل.. أما صفة عباد الرحمن لا فقد فتحوا الآذان والأسماع والأعين والأبصار لكل ما يقوله الله استجابة وطاعة { لَمْ يَخِرُّوا } تعبير قرآني جميل يوضح خطورة الغفلة والانطماس، والتعصب الأعمى والله المستعان .. الصفة الثالثة عشر{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } عباد الرحمن لا يكفيهم أنهم يبيتون لربهم سجدا وقياما، وأنهم يتصفون بتلك الصفات الجميلة والرائعة.. بل أيضا يتمنون، ويرجون أن تعقبهم ذريتهم أن تسير على نفس المنهج أن تكون لهم أزواج، وأولاد تقر أعينهم بهم على نفس هذا المنهج الذي صاروا عليه.. بل ويرجون من الله عز وجل أن يكونوا قدوة طيبة لأزواجهم وذريتهم.. بل وللمؤمنين عامة ولذلك قال في الصفة الرابعة عشر { وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } عجيبة الآية هذه والله يا إخوة.. لم يطلب منهم فقط أن يكونوا من المتقين.. بل أئمة للمتقين ولذلك قال { وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } وهذه يعني اجعلنا قدوة لهم.. قدوة للمتقين.. قدوة للناس ثم هي مليئة بالإرادة، والعزيمة الصادقة، وعلو الهمة.. فإن الله تعالى يربي عباده عباد الرحمن.. الله يغرس فيهم، وفي أنفسهم علو الإرادة والهمة ذريني أنا المال ينال من العلا فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل تريدين إدراك المعالي رخيصة ولابد دون الشهد من إبر النحل
شتان بين الثرى والثريا من الناس من همته في الثرى في التراب، ومن الناس من همته في الثريا ينظر إلى أعلى دائما من الناس من هو طموح مليء بالطموح، ومن الناس من هو صاحب فتور وكسل.. أما عباد الرحمن فهم أهل طموح، وأهل عزيمة، وأهل صدق، وعلو همة، وإرادة، ولذلك جاءت الآيات تؤكد مثل هذه الصفات في مواقف كثيرة جدا، وفي قصص كثيرة جدا أبو بكر رضي الله تعالى عنه النبي صلى الله عليه وسلم يقول مرة من المرات أصبح فقال لأصحابه " من تصدق منكم اليوم بصدقة فقال أبو بكر أنا قال من صلى منكم اليوم على جنازة قال أبو بكر أنا قال من أصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر أنا أنا أنا أنا عجيب فما اجتمعت في قوم أو في امرئ إلا ودخل الجنة " طيب ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم.. الله عز وجل يقول في القرآن يربي في النفس المؤمنة دائما على معالي الأمور والنبي يقول " إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى " ليس مجرد الجنة.. بل الفردوس الأعلى، وهكذا كانت همة أبو بكر رضي الله تعالى عنه لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أيدخل أحد من أبوبا الجنة الثمانية؟ لما قال صلى الله عليه وسلم " إن للجنة أبوابا ثمانية فيدخل الصائمون من باب الريان والمصلون من باب الصلاة الخ قال: يا رسول الله أيدخل أحد من أبوب الجنة الثمانية فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر" يعني إن شاء الله أنك منهم كيف بلغ أبو بكر هذه الهمة هذه هي صفات عباد الرحمن ذوو همة.. لا يرضون بالدنية، ولا بالدون.. إنما دائما ينظرون إلى معالي الأمور.. دائما ينظرون إلى معالي الأمور. إذا ما مات ذو علم وتقوى فقد ثلمت من الإسلام ثلمة وموت الحاكم العدل المولى بحكم الأرض منقصة ونقمة وموت فتى كثير الجود محل فإن بقائه خصب ونعمة وموت العابد القوام ليل يناجي ربه في كل ظلمة وموت الفارس الضرغام هدم تشهد له بالنصر عزمه فحسبك خمسة يبكى عليهم وباقي الناس تخفيف ورحمة وباقي الخلق همج رعاع وفي إيجادهم لله حكمة
لا يمكن أن يرضى أحد من عباد الرحمن أن يكون من التخفيف والرحمة فضلا عن أن يكون من الهمج الرعاع لا يمكن فهو دائما يستشعر في أن يكون في الحياة في وسطها من أصحاب الهمم العالية ممن له دور في صناعة الحياة، وبناء الأمة هكذا هم عباد الرحمن أصاحب همة عالية { وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } فاصل
إذن هذه الصفات التي ذكرها الله عز وجل في المقطع الأخير من سورة الفرقان.. إنما هي الصفات السلوكية العملية التطبيقية في حياة عباد الرحمن أربع عشر صفة ثم ختم الله تعالى هذا المقطع بالنتيجة بالجزاء فقال في آخر الآيات { أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً} تتلقاهم الملائكة بالتحية، وبالسلام، وبالفرح بماذا؟ بما صبورا.. لهم الغرفة.. لهم الجنان بما صبروا، وجاهدوا أنفسهم { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } فنالوا هذه المرتبة العظيمة بما صبروا، وجاهدوا أنفسهم نعم الدنيا هذه للجهاد هذه الصفات حتى تحققها تحتاج إلى صبر.. إلى مثابرة.. إلى مجاهدة.. تحتاج إلى علم تسمعه تقرؤه.. تحتاج إلى تدبر للآيات تنظر فيها.. تتأملها.. تحاول تزكي نفسك قاعدة التحلي، والتخلي.. التحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل هكذا هم عباد الرحمن بصفاتهم؛ لأنهم يحبون ما عند الله، ولذلك جاءتهم النتيجة من الله عز وجل { أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } لما كانوا يستعيذون من النار.. ساءت إنها ساءت مستقرا ومقاما.. أما آن حسنت مستقرا ومقاما.. فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وبالتالي طبيعي جدا أن يفرحوا بهذا المستقر، والخلود فيها؛ لأنها فيها نعيم لا ينفد، ولذلك نالوا هذا الأجر، وهذا الفضل من الله عز وجل فعلا مخرج لهم إلا أن يشاء الله عز وجل وهم على خير حال في هذا المقام، وفي هذا المكان.. نسأل الله الكريم من فضله.. ثم جاءت الآية الأخيرة ليختم الله بها السورة سورة الفرقان { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } لا يعبأ الله بكم، ولا بالناس.. لا يعبأ الله بكم أبدا.. ليس لكم مقام عند الله { لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} مهما فعلتم يا مشركي قريش.. مهما فعل الظالمون.. لولا قنوتكم لله، وصلاتكم وإقبالكم على الله عز وجل { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً} ما هو الذي سيكون لزاما؟ العذاب فهو لازم للمكذبين لا محالة.. هذه النتيجة {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً} فالعذاب لازم للظالمين للمكذبين فالمكذبون العذاب عليهم لازم { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } ولعل هذا الختام للسورة، وللصفات ختام ينساب الموضع تماما رائع، وجميل خاصة فيه تسرية فيه عزاء للنبي صلى الله عليه وسلم فيما واجهه من كفار قريش من السخرية، والاستهزاء، والسخرية بأصحابه، ولذلك جاءت هذه الآية أو في ختام هذه السورة بهذه الصورة لتطمين النبي صلى الله عليه وسلم، وتعزيته لعناد قومه، وجحودهم تطاولهم عليه هم يعرفون مقامه، ويعرفون أنه نبي، ولكنه في سبيل الإبقاء على باطلهم يعاندون، ويصرون هذا هو حال قومه فما هم قومه ما البشرية كلها لولا محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وعباد الرحمن، والمؤمنون الذين يدعون إلى الله، ويتضرعون إليه.. فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة كما جاء في الأحاديث، والآثار الصحيحة، ولو كانت تساوي عند الله ما سقى منها كافر شربة ماء.. فكانت هذه النتيجة العظيمة إذا هذه الصفات هذا مجمل الآيات في الصفات السلوكية لعباد الرحمن كما جاءت في آخر سورة الفرقان.. فما أجمل، وما أحرى أن نتأملها، ونتدبرها نحاول أن نجاهد أنفسنا فعلا في تحقيقها في واقعنا العملي لعلي بمشيئة الله تعالى في الحلقات القادمة نبدأ، وإياكم في الحديث عن هذه الصفات مفصلة آية.. آية نتوسع نرى كيف يستطيع المسلم منا، ويجاهد نفسه في الوصول إلى هذه الصفات صفة صفة.. أسأل الله أن يجعلني، وإياكم من عباد الرحمن، وأن يعيننا فعلا للوصول؛ لأن نكون من عباد الرحمن، ومن أولياء الرحمن، ومن حزب الرحمن.الى اللقاء مع صفه جديدةمن صفات عباد الرحمنجعلنا الله واياكمـ من من يتسمعون للقول فيتبعون احسنه.......... | |
|